الدراسات

الأبعاد القيمية في الأحداث التاريخية المغربية خلا الفترة من 1912م إلى ما بعد الربيع الديمقراطي

تعتبر المسألة القيمية من المرامي التي تسعى إلي تحقيقها البرامج التعليمية في جل الأقطار، لكن تحقيقها، تواجهه العديد من الصعوبات ترتبط بما هو مغرفي ومنهجي وديداكتيكي. وإذا كانت هذه المسؤولية منوطة بكل المواد، فإن مواد الاجتماعيات تعد الحامل الرئيسي لها؛ لما تحتويه من مضامين كثيرة، أهمها تلك المرتبطة بالحدث التاريخي.

الأمر الذي يطرح إشكالية المنهج. في هذه المقالة سنبين مدى ارتباط القيمة كتيمة فلسفية ومدى حضورها في الحدث التاريخي الوطني. وللوصول إلى ذلك اخترنا تبويب هذه المقالة إلى مستويين:

أولا: التحديد المفاهيمي:

التحديد المجرد للمصطلحات ذات البعد المثالي والأخلاقي يقتضي العودة إلى مبحث الاكسيولوجية الذي يربط مفهوم القيمة بأبعادها العلمية المجردة، وقياسا على ذلك يمكن تعريف القيمة بأنها تلك المكانة والمميزات الخاصة والسمات الايجابية التي تجعل الشخص أو الشيء أو الحدث مرغوب فيه لذاته أي له قيمة مطلقة أو مرغوبا فيه من اجل غاية أخرى ابعد منه أي له قيمة نسبية. كما تتحدد القيمة، بما يجب أن يكون في مقابل ما هو كائن وما لا ينبغي أن يكون، انسجاما مع فلسفة كانط (1724 – 1804).المثالية المتأثرة بالنزعة اللوثرية(1483-1546م ) البروتستانتية دينيا والعقلانية التنويرية عقليا؛ فقيمة الاحترام مثلا عند كانط تقتضي التمييز بين الخوف والإعجاب والاحترام والحب، هنا يستوقفنا الخضوع المطلق لزعيم القبيلة، هل هو مرتبط بالخوف آم الإعجاب أم الحب؟ .

تأخذ القيمة أبعادا إنسانية مبدئية مع فلسفة الوجودي جون بول سارتر(1905-1980م)الذي اشتهر بدفاعه عن حرية شمال إفريقيا من القبضة الاستعمارية لبلاده فرنسا لكونه تأثر بمعاصرته لمرحلة الاحتلال النازي لبلاده إبان الحرب العالمية الثانية (1939-1945م) إثر العمليتين الصفراء والحمراء من سنة 1939 إلى 1940م اللتان توجتا باستسلام فرنسا بعد إعلان حكومة فيشي، [i]وفلسفة يورغن هابرماس الذي عانى بدوره من النازية كونه جنّد وهو في عمر العاشرة، مما دفعه إلى اعتبار ثمة الحرية قيمة إنسانية؛ من هنا تأخذ المقاومة  قيمة  كونها تؤدي إلى تحقيق الحرية.

ماهية الحدث التاريخي الوطني

تحديد الحدث التاريخي يقتضي اخذ ثلاثة مفاهيم مهيكلة بعين الاعتبار:

مفهوم الزمن: تحديد تاريخ الحدث التاريخي حسب عبدالله العروي[ii] يتم من خلال الجواب على سؤال: متى؟ الذي يحيل الباحث في حقل التاريخ على مفهوم الزمن كمفهوم مركب تتداخل فيه أبعاد مختلفة نفسية وجدانية وبيولوجية وروحية، أما سالم يفوت فيعرف الزمان في كتابه من “الزمان التاريخي من التاريخ الكلي إلى التواريخ الفعلية[iii]“، بكونه عاملا للتقدم والتطور ومظهرا للصيرورة البشرية التي تنظم مسارها غائية ما تجعلها تسير صعودا من الأدنى إلى الأعلى، ومن البسيط إلى المعقد.

مفهوم المجتمع: لتحديد مفهوم المجتمع لا بد من استحضار الشروط لـفهم الأفراد والجماعات المكونة للمجتمعات التي عاشت في مجال ما في الماضي، واستيعاب دوافعها وأحكامها ومبادئها وعاداتها، من جملة هذه الشروط:[iv]

  • السوسيوـ اقتصادية: شروط العيش والعمل وأنشطة اقتصادية ( ثروة، فقر..)
  • السوسيو ـ سياسية: بنية الأمم والدول (الحرب، السلم، الحق، السلطة…)
  • السوسيو ـ ثقافية: عادات، عبادات، أساطير، تقنيات، علوم… ‘‘

مفهوم المجال: تعرفه الباحثة المغربية خديجة واهمي بكونه: مجال تصرف البشر عبر التاريخ، وهو مجال مادي مرتبط بمفهوم الطبيعة بمعنى الامتداد، ومرتبط كذلك، بمجال انتفع به البشر عبر التاريخ وتعامل معه”[v] والمجال مفهوم مركب تتعدد مستوياته من المجال القريب إلى المجال البعيد، من الجهة إلى الوطن إلى الأمة (Nation) إلى مجال حضارة من الحضارات.

انطلاقا مما سبق يمكن تعريف الحدث الوطني بكونه يتحدد بثلاثة مفاهيم مهيكلة؛ الحدث والزمن والمجال الذي يشمل كل التراب الوطني من حيث التأثير السياسي أو الاجتماعي أو الاقتصادي. وعليه فالقيمة الوطنية تتحدد من خلال المواقف من هذه الأحداث.

ثانيا: الأبعاد القيمية للأحداث التاريخية الوطنية

قبل الخوض في القيم التي تكتنف الأحداث التاريخية الوطنية لا بد من الإشارة إلى مسألتين:

المسألة الأولى: تتعلق بالفترة الزمنية التي تعنينا في هذه المقالة، والتي حصرناها في المدة من 1912م إلى الآن، ذلك أن الأحداث التاريخية التي يحتفى بها كأحداث وطنية إنما تنحصر في هذه الفترة؛ حيث لا يتم الاحتفال مثلا بمعركة واد المخازن(1578م) كحدث بارز ارتقى بالمغرب إلى مصاف الدول التي لها كان تأثير كبير على الساحة الدولية (15541659)، تتمثل في المفهوم الوطني.

المسألة الثانية فترتبط بالتحديد الرسمي للحدث الوطني ( عمليا على الأقل) في مرحلة ما بعد فترة المقاومة المسلحة، ويرتكز ذلك على الكتابات التي حسمت في مسألة التمييز بين مرحلتي المقاومة القبلية والمقاومة الوطنية (العروي مثلا).

بعد هذا التحديد المنهجي، نشير إلى أن الأحداث الوطنية مليئة بمجموعة من القيم التي تأخذ أبعادا أخلاقية وسياسية وتربوية بل وفلسفية. وسنميز الفترة المحددة لهذه المقالة إلى ثلاثة مراحل:

أولا: مرحلة المقاومة المسلحة (1912-1930):

ارتبطت مرحلة المقاومة المسلحة (1912 إلى 1930م)[vi] بمفهوم الجهاد في سبيل القبيلة ــ كغاية ضيقة ــ والوطن ــ كغاية شاسعة ــ، حيث ان الانتساب إلى جيوش الزعمات القبلية المناهضة للتواجد الفرنسي والاسباني لا يرتبط بمقابل مادي بقدر ارتباطه بمقابل معنوي ( ارتفاع مكانة الفرد داخل القبيلة والحصول على الجزاء الأخروي) فالمقاومة تحمل في مضمونها بعدا قيميا، ينبني على الدفاع عن الشرف، وعدم قبول منطق الخضوع للمستعمر أو للسيطرة العسكرية للأجنبي. لكن في المقابل حملت هذه المرحلة (المقاومة المسلحة) في طياتها قيما سلبية نذكر بشكل خاص إهمال التعليم والتركيز على الحرب (حالة عسو وبسلام الطفل الذي سيقود معركة بوكافر)، فالمؤلف الضخم ”تاريخ المغرب تحيين وتركيب“ (الذي اشرف عليه محمد القبلي) يشير إلى أن أول مدرسة (كتاب) تأسس لم يتم إلا في حدود 1919م وبمبادرة شخصية من بعض الأعيان. فرغم اعتقادنا المطلق بأن لسلطات الحماية دور كبير في تهميش التعليم بالمغرب بهدف الحيلولة دون تشكل فئة واعية ومثقفة إلا أن المقاومة المسلحة لم تنتبه مبكرا إلى أهمية التعليم في محاربة الاستعمار. هذا الطرح يجد حجيته من خلال هذا النص الذي أورده محمد المالكي في كتابه الحركات الوطنية والاستعمار، يقول ” يمكن لحكومة من المغرب أن تبلغ ما بلغته اليابان بأقرب وقت إذا اقتفت أثار اليابان بالاجتهاد ونفع العامة وأخذ العلوم الصناعية الوقتية الموافقة للأحكام الشرعية من أوربا، على الأخص في اقتفاء أثارهم في تنوير أفكار الرعية في حثهم على اختراع الأمور النافعة ومكافأة من برز من ذلك …“[vii]

ثانيا: مرحلة المقاومة السياسية:

تزخر مرحلة المقاومة السياسية التي تزامنت مع اعتلاء محمد الخامس العرش سنة 1929م بأحداث مكثفة نورد أهمها في الجرد الآتي:

  • صدور الظهير البربري 16 ماي 1930م المرتبط بتطبيق العرف في المناطق الامازيغية؛
  • تقديم وثيقة الإصلاحات 1934م التي تضمنت مطالب وفق ما جاءت من أجله وثيقة دار عديل بفاس (30 مارس 1912م)؛
  • تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال 1944م التي تضمنت مطلب صريح بالاستقلال وفق مبررات داخلية مرتبطة بانتفاء مبررات التواجد الفرنسي ومبررات خارجية مرتبطة بصدور الميثاق الاطلنتي (1941م) وبروز معالم ميثاق الأمم المتحدة الذي سيعلن عنه سنة بعد ذلك؛
  • خطاب طنجة 1947م الذي حمل تحديا كبيرا من طرف الحركة الوطنية لسلطات الحماية الفرنسية التي رفضت انتقال السلطان من المنطقة السلطانية إلى المنطقة الدولية؛
  • ثورة الملك والشعب سنة 1953م التي أعقب تنفيذ أولى مراحل مشروع التهامي الكلاوي في أفق تغيير لعبة الحكم بالمغرب بتواطؤ مع سلطات الحماية؛
  • عودة السلطان محمد الخامس بعد مفاوضات اكس ليبان 1955م وحصوله على وثيقة الاستقلال التي أسقطت وثيقة فاس؛
  • الإعلان الرسمي عن الاستقلال 2 مارس 1956م.

بعد هذا الجرد نشير إلى أهم القيم التي اكتنفت هذه المرحلة:

  • قيمة الوحدة والتضامن حيث تم التخلي عن مطلب استقلال القبيلة إلى مطلب استقلال الوطن.
  • قيمة الحرية انسجاما مع مبدأ حق الشعوب في تقرير مصيرها وهي النزعة التي نلمسها عند قراءتنا لوثيقة 1934م المطالب ووثيقة المطالبة بالاستقلال سنة 1944م؛
  • قيمة الوعي بأهمية التعليم كخيار استراتجي لمناهضة الاستعمار؛ عكس ما اشرنا إليه في مرحلة المقاومة المسلحة فقد ارتفعت وثيرة إحداث المدارس الحرة خلال الفترة الممتدة من 1931 إلى 1944م ارتباطا بالاهتمام الاستراتجي للحركة الوطنية بالتعليم، حيث ”سيتم تأسيس لجنة خاصة سميت ” اللجنة العليا للتعليم” ضمت عدة مثقفين كعلال الفاسي والمهدي بنبركة ومحمد الزغاري…مما مكن من نقل تعداد التلاميذ من 1500 سنة 1925 موزعين على 17 مؤسسة تعليمية إلى 5000 تلميذ سنة 1937م موزعين على 40 مؤسسة في المنطقة السلطانية فقط وسينتقل هذا العدد إلى 20 ألف سنة 1950م موزعين على 121 مؤسسة ثم إلى 23 ألف سنة 1955م، علما أن جزء مهم اختار التعليم الفرنسي بحيث وصل العدد إلى حوالي 19 ألف خلال نفس السنة وسينتقل إلى أزيد من 117156 تلميذ من أصل 212767 مسجلين بالمدارس العمومية (خاضعة للحماية ) سنة 1950  وسينتقل سنة 1955 إلى 187000 مغربي مسلم مسجل، حسب الأرقام التي أوردها  محمد القبلي في مؤلفه السابق الذكر. إلى جانب ذلك اختار جزء آخر البعثات الأجنبية الأخرى.
  • سلمية النضال؛ فقد ساهم استيعاب رجالات الحركة الوطنية لأهمية قيمة السلم في النضال إلى تحول النضال الوطني من المقاومة المسلحة إلى المقاومة السلمية عبر تسخير كل أدوات العمل السياسي المشروعة التي تجلت بشكل أساسي في نص وثيقة المطالبة بالاستقلال (وثيقة 11 يناير 1944م)، إضافة إلى إخضاع الفعل المسلح للقرار السياسي؛ حيث أن العمليات الفدائية لا تنفذ إلا بأمر من قيادة الحركة الوطنية؛
  • الوعي السياسي؛ الذي تجسد في تأسيس أول حزب سياسي في تاريخ المغرب سنة 1933م تحت اسم ” كتلة العمل الوطني الذي سيحمل مذكرة مطالب لسلطات الحماية تركز على التطبيق الحرفي لوثيقة الحماية (دون إغفال الإشكال السياسي المرتبط بها)؛
  • وحدة النضال وانتقاله من البعد القبلي إلى البعد الوطني؛ حيث ستتحول القيادة من زعماء القبائل إلى قيادات الحركة الوطنية؛
  • نكران الذات؛ حيث حل الوطن ورموزه محل الذات والقبيلة (حالة علال بن عبدالله)؛

ثالثا: مرحلة ما بعد الاستقلال

إن الاحتفال بالأحداث الوطنية وتخليدها، يوحي للأجيال الجديدة والمتعاقبة بواجب التأمل والتدبر واستخلاص الدروس والعبر والعظات في تقوية الروح الوطنية وشمائل المواطنة الإيجابية لمواجهة التحديات وكسب رهانات الحاضر والمستقبل، وعليه تعتمد الدولة المغربية مجموعة من الأحداث التاريخية الوطنية كأعياد وطنية (عيد الاستقلال، تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال…) كما يتم الاحتفال بمجموعة من الأحداث بشكل محتشم من خلال الإشارة إليها في قصاصات وكالة المغرب العربي للأنباء، لكن ما يثير الاستغراب هو عدم الاهتمام الاجتماعي بهذه الأحداث؛ إما بشكل واعي أو عن غير وعي، مما يساهم في تسفيه الأحداث الوطنية، علما أن ترسيخ ثقافة الاحتفال بالحدث الوطني له دور أساسي في الحفاظ على توازن المواطن المغربي من جميع الجوانب، ولتحقيق ذلك لا بد من إعادة النظر في طبيعة الاحتفال والخروج من بوثقة الارتهان للتاريخ الرسمي إلى التاريخ الاجتماعي دون خوف أو تلكؤ، على غرار الدول المتقدمة (حالة الاحتفال بإخراج النازية من فرنسا مثلا، أو الاحتفال بذكرى القنبلتين الذريتين باليابان).

خلاصات:

الأبعاد القيمية للأحداث التاريخية الوطنية كثيرة، لكن لا وجود لأثار مباشرة، للاعتبارات الآتية:

الاهتمام الفلكلوري المناسباتي؛ حيث تستغلها الدولة لتمرير الخطابات ذات البعد القيمي ظاهريا، فقد دعى المندوب السامي للمقاومين وأعضاء جيش التحرير الشباب في إحدى كلماته بمناسبة الاحتفال بالذكرى 74 لتقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال ما يلي: إلى استلهام أمجاد وبطولات الأسلاف، وتذكر التاريخ المجيد للمملكة من أجل تعزيز هويتهم وحبهم للوطن. لكن ما الذي تقوم به الدولة لتحقيق ذلك؟

هيمنة البعد الرسمي مما أفقد الشعب “حلاوة” الاحتفال وتذكر التاريخ الوطني كما نحته السابقون؛

تقييد المضامين المدرسية في أحداث محددة وبرؤية أحادية وفق أيديولوجية الدولة؛ مما يساهم في تسفيه أهمية الحدث التاريخي لأسباب ذاتية وموضوعية؛ ويساهم في بروز قراءات مخالفة تحمل في طياتها بعد رديكالي الأمر الذي لا يخدم التاريخ الوطني ولا يخدم حتى طموحات الدولة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[i]  أعلن عن قيام حكومة فيشي من طرف المارشال فيليب بيتان (الجمهورية الثالثة) بعد اكتساح هتلر لفرنسا سنة 1940م واستمرت إلى حدود 1944م بعد نزول جيوش الحلفاء بمنطقة النورماندي وعودة شارل ديكول من لندن.

[ii] عبدالله العروي، مفهوم التاريخ، المركز الثقافي العربي، الدار البيضاء ، الطبعة الرابعة،  2005

[iii]  سالم يفوت، الزمان التاريخي من التاريخ الكلي إلى التواريخ الفعلية، دار الطليعة، دار الطليعة للطباعة والنشر، بيروت، لبنان،1991م

خديجة واهمي، محاولة وضع نموذج ديداكتيكي في التاريخ، دار القرويين،الدار البيضاء، 2002[iv]

[v]  خديجة واهمي (نفسه)

.[vi] ينزع بعض المؤرخين ومنهم عبدالله العروي إلى أن نهاية مرحلة المقاومة المسلحة وانطلاق مرحلة المقاومة السياسية محدد في سنة 1930م تاريخ خروج المغاربة في تظاهرات “اللطيف” الرافضة للظهير البربري 16 ماي

[vii]  محمد مالكي، الحركات الوطنية والاستعمار في المغرب العربي، مركز دراسات الوحدة العربية،  1994

عزالدين أبرجي

باحث مغربي مهتم بقضايا التنمية الاقتصادية، وأستاذ حاصل على دبلوم السنة الخامسة من المدرسة العليا بفاس، عضو مركز أفكار للدراسات والأبحاث، باحث سابق بمركز IMPETUS التابع لجامعة بن الالمانية، فرع المغرب. من إصداراته كتاب: " إعتلاء التاريخ والجغرافيا"، وله العديد من الدراسات والمقالات المنشورة داخل المغرب وخارجه، إلى جانب المشاركات في الندوات الوطنية والدولية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى