المقالات

هل الراهن العربي مؤهَّل لدعم فلسطين؟

أظهرت حرب التطهير العرقي والإبادة الجماعيَّة التي ينفِّذها جيش الكيان الصهيوني بحقِّ أهلنا في قطاع غزَّة ـ من ضمن ما أظهرت ـ أنَّ تحرير فلسطين، هذا الشعار اللغوي الفخم، لم يكن في الحقيقة يوماً على جدول أعمال القادة العرب – باستثناءات قليلة. ولم تكن يوماً فلسطين قضيَّة العرب الأولى، إلا على الورق، في اجتماعات الغرف المغلقة، وفي الخطب الناريَّة فقط.

فغزَّة التي تُذبح وتستغيث فلا تُغاث، والأقصى الذي يصرخ العون فما من سامع، والقدس التي تتوق للنجدة فلا مُلبي، والفلسطيني الصامد الصابر المعاند الثابت يترك اليوم وحيداً بلا عون ولا مدد من الأشقاء العرب ـ الرسميين ـ الذين بات بعضهم يتبنى الرواية الصهيونيَّة، وبعضهم أصبح يعتبر فلسطين وشعبها وقضيتها عبئاً يجب التخلص منه.

الأخطر أن معظم الدول العربيَّة باتت تتعمَّد تهميش القضيَّة الفلسطينيَّة، بل والتآمر عليها. وتتجاهل حقيقة أنَّ حالة الصراع الفلسطيني الصهيوني لا يمكن بترها وعزلها عن المحيط العربي والعمق الإقليمي، فكل العواصم العربيَّة هي في قائمة المصالح والاستهداف الصهيوني.

والمثير للشفقة قيام بعض العرب بترتيب أولوياتهم، يقول لك هذا النظام أو ذاك “نحن أولاً” لتبرير عجزهم عن نصرة فلسطين. ثم اهتدوا إلى طريق الخلاص الذي يبعد فلسطين عنهم تماماً، فزجُّوا بشعوبهم في صراعات داخليَّة ومعارك جانبيَّة فيما بينهم، أحدثت الفوضى وقسَّمت المقسوم وعمَّقت الحالة القطريَّة. وفلسطين المحتلَّة على مرمى حجر من الجيوش العربيَّة التي كدّست أسلحتها في المخازن.

انحدار مرعب
أخفقت معظم الأنظمة العربيَّة الاستبداديَّة في تحقيق شعاراتها المرتبطة بالوحدة والاشتراكيَّة والاستقلال الوطني والحريات، وعجزت عن إحداث أيَّة تنمية وتطوير في البنى الرئيسة، ولم تتمكَّن من إحراز مهام التقدُّم الاجتماعي. لكن هذه الأنظمة حقَّقت نجاحاً لافتاً في بناء المؤسَّسات والأجهزة الأمنيَّة التي تخصَّصت وأبدعت في قمع وقهر المواطنين وسحقهم، وحلَّت كافة مؤسَّسات المجتمع المدني، وأغلقت أي إمكانيَّة لتطور الوعي السياسي للناس، وقوّضت مفهوم المواطنة، وقضت على الحوار المجتمعي، وشجعت الولاءات العرقيَّة والإثنيَّة والعشائريَّة والمناطقيَّة، ونشرت الفساد في مفاصل الدولة والمجتمع، وسمحت للمفسدين أن يسمنوا ويتغوّلوا، وقامت بإعلاء المصلحة الخاصَّة على حساب قيم المنفعة العامة.

أقدمت هذه الأنظمة وبطانتها على تسخير مؤسَّسات الدولة وخيرات الوطن لخدمة مصالحهم الخاصة ومصالح الاقرباء والموالين، وفككت الروابط الوطنيَّة والاجتماعيَّة والأخلاقيَّة بين مكونات المجتمع، مما أدى إلى ظهور النزعات العرقيَّة والطائفيَّة والقبليَّة والمذهبيَّة والعشائريَّة البغيضة، التي فتتت الأوطان وحولتها إلى إمارات وقبائل وطوائف.

الأخطر قيام هذه الأنظمة بتليين وتطويع معظم المثقفين والمفكرين وتدجينهم، ومن لم تتمكن منهم إما زجَّت بهم في السجون لسنوات طويلة، وإما أنهم تمكنوا من الهرب خارج أوطانهم إلى بلدان غربيَّة حيث حريتهم، وإما أنهم تركوا الشأن الثقافي وانعزلوا عن الحياة العامة. لم تستثنِ هذه الأنظمة حتى رجال الدين والمشايخ الذين قام بعضهم بإجراء تعديلات على معتقداته لتتوافق مع خطاب المرحلة.

لقد تحوَّلت الأوطان العربيَّة بكل ما تحتويه من بشر وحجر وثروات إلى ملكيَّة خاصة لبعض الحكام العرب، الذين طوعوا كل شيء وحولوه إلى أداة منفعيَّة تخدم مصلحتهم التي أصبحت فوق الوطن والمجتمع والدولة. لذلك فإن مهام التحرر الوطني والتقدم الاجتماعي التي رفعتها معظم الأنظمة العربيَّة خلال خمسينيات وستينيات القرن العشرين لم يتحقق منها شيء، وأن كل الأحلام التي بنتها الشعوب العربيَّة بعد الاستقلال الشكلي، في حياة تضمن كرامة الإنسان وحقوقه الأساسيَّة، قد جرى إجهاضها ووأدها مرتين في الحقيقة، مرة عن طريق الأنظمة العربيَّة الاستبداديَّة التي قتلت واعتقلت كل شيء، ومرة أخرى تم هزيمة هذه الأحلام والتطلعات بواسطة الشعوب العربيَّة نفسها التي رضيت أن تُصادر الأنظمة العربيَّة حقها في أن تكون شعوباً حرة، وقبلت أن تكون مجرد قطيع خانع.

عودة إلى سؤالي الأساس هنا:

هل الراهن العربي في الواقع قابل لنصرة الشعب الفلسطيني وقضيته الوطنيَّة ؟
الإجابة قطعاً لا، فالجسد العربي في حالة من الموت السريري، قلب العرب مريض ومرهق، ورأسه مصاب بالهرم، وأطرافه مشلولة.

إن قضيَّة العرب الأولى- فلسطين- تحتاج إلى أمَّة حرة قادرة على التعبير وتقديم الدعم، تحتاج إلى أمة لا تلهث غالبيتها خلف رغيف الخبز، أمَّة قادرة أن تختار مستقبلها، أمَّة لا يقرر مصيرها حزب واحد ولا عشيرة واحدة ولا زعيم واحد.

تحرير فلسطين يحتاج جسد عربي معافى ومتحرِّر من الخوف والقمع والفساد والمرض والفقر والأميَّة ومن المحسوبيات والرشوة والشلليَّة، جسد يتمتع بحريَّة الحركة والانتقال، يؤمن بالديمقراطيَّة إيمان حقيقي، ويمارس تداول السلطة، ولا يعتقل معارضيه.

لقد جعلت معظم الأنظمة العربيَّة من القضيَّة الفلسطينيَّة مطيَّة لتحقيق مآربها الخاصة، وجرى استخدام القضيَّة في الخطابات الديماغوجيَّة التي تتشدق بها بعض النظم العربيَّة بهدف استمالة الشعوب العربيَّة والإسلاميَّة إلى جانبها، ومن الدول العربيَّة من يحارب دولاً عربيَّة أخرى بسيف القضيَّة الفلسطينيَّة التي أصبحت مادة للمزايدات بين أطراف عربيَّة كثيرة.

من العار أن يجري استغلال القضيَّة الفلسطينيَّة التي يعتبرها العرب قضيتهم المركزيَّة والأولى، لتحقيق طموحات وأهداف ومآرب وأطماع خاصة لهذا النظام أو ذاك على حساب الشعب الفلسطيني ومصالحه الوطنيَّة وعلاقاته العربيَّة والدوليَّة.

إن أيَّة قراءة سريعة للواقع العربي الراهن يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك زيف الشعارات التي رفعتها بعض الأنظمة العربيَّة والتي استمرت لعقود وهي تعلن أن تحرير فلسطين سوف يبدأ أو ينطلق أو يمر عبر هذه العاصمة العربيَّة أو تلك، بينما تأكد لنا أن تحرير القدس وتحرير فلسطين سوف يكون الخطوة الأولى الضروريَّة في طريق تحرير بعض العواصم العربيَّة من استبداد أنظمتها ومن سطوة الاستعمار الغربي.

وتكشف الأحداث يوماً بعد يوم أن المشروع الصهيوني فشل في احتلال فلسطين، بينما نجح في احتلال بعض الدول العربيَّة الأخرى والسيطرة عليها، وأن الشعب الفلسطيني هو الشعب الذي يتمتع بالحريَّة الوجدانيَّة النضاليَّة، وأن غالبيَّة الشعوب العربيَّة أسيرة ومعتقلة في سجون تسمى أوطاناً، لذلك فإن هذه العلاقة بين العرب والفلسطينيين باتت تستوجب التصويب، فمن الظلم أن نطلب من الشعوب العربيَّة التضامن مع القضيَّة الفلسطينيَّة، فلا يمكن لمريض أن يداوي سليماً معافى ولا يمكن لسجين أن يناصر حراً.

بالرغم من أن معظم الأنظمة العربيَّة قد وظّفت القضيَّة الفلسطينيَّة لغايات لا ترتبط بفلسطين لكن معظمهم تخلى عنها الآن. وفي الوقت التي اكتشفت فيه معظم الشعوب العربيَّة بعد حوالي ثلاث أرباع القرن على ضياع فلسطين، أن لديها هموماً تشغلها عن نصرة فلسطين وأهلها، اكتشف الشعب الفلسطيني من حُسن قدره، أنَّ مقدرات وقوة معظم العرب على دعم وعون قضيتهم ليست أكبر من قدرتهم ومن قوة الفلسطينيين على إسناد وغوث أنفسهم. كما اكتشفوا حجم كذب ورياء معظم الأنظمة العربيَّة الذي تسبب في إزهاق أرواح آلاف الشهداء الفلسطينيين، وأن تدخّل العرب سابقاً لم يكن تأييداً للقضيَّة بقدر ما كان بسبب دوافع ترتبط بالعرب أنفسهم، الذي لم يخجل معظمهم من إسقاط جدار العداء لإسرائيل علناً. لذلك فقد حان وقت توقف هذا النفاق، وتسمية الأشياء بمسمياتها الحقيقيَّة. وهنا من المهم التأكيد على أن فلسطين التي سدّدت أثماناً باهظة للحفاظ على قضيتها، لن تتراجع ولن تنكسر ولن تتخلى ولن تفرط بالحقوق وبالوحدة، ولن ترهن قرارها لأيَّة جهة مهما بلغت قيمة الفواتير.

كانت وستبقى فلسطين
فلسطين كانت قبل 7500 عام قبل الميلاد في جبل القفرة جنوبي الناصرة وسفح الرمل قرب طبريا. فلسطين الكنعانيَّة كانت في العام 3000 قبل الميلاد. وكانت تحت الاحتلال اليوناني عام 332 قبل الميلاد. فلسطين كانت تحت الاحتلال الروماني في منتصف القرن السابع الميلادي. فلسطين وصل إليها عمر بن العاص حاملاً معه رسالة الإسلام العام 643 ميلادي، وتحررت فلسطين من الروم على يد خالد بن الوليد في معركة اليرموك الشهيرة. كانت فلسطين أمويَّة في العام 661. وعباسيَّة في العام 750. ثم دخلها الطولونيون والقرامطة. ثم احتلها الصليبيون العام 1095. وخاض صلاح الدين الأيوبي معركة حطين الشهيرة، واسترد بيت المقدس العام 1187ميلادي. وصدّ سيف الدين قطز والظاهر بيبرس الغزو المغولي على فلسطين العام 1259 ميلادي في معركة عين جالوت بعهد الدولة المملوكيَّة. فلسطين دخلها العثمانيون العام 1516 ميلادي، مكثوا فيها أربعة قرون وخرجوا وظلت فلسطين. وهزمت مدينة عكا الفلسطينيَّة بأسوارها حملة نابليون بونابرت العام 1799 ميلادي. فلسطين دخلها الجيش البريطاني العام 1917 ميلادي وخرج منها العام 1948، حين احتلها الصهاينة وأعلنوا فوق أراضيها دولة لهم. كان قد سبق هذا الإعلان حوالي نصف قرن من التخطيط والتنظيم والتدبير، وسوف يخرجون كما خرج غيرهم.

فلسطين التي كانت محور التقاطعات والتجاذبات والصراعات تاريخيا، سوف تظل في قلب الأحداث التي تجري مستقبلاً. فلسطين كان اسمها وسوف يظل، ولا يمكن للمنطقة أن تستقر دون حل عادل وشامل وكامل للقضيَّة الفلسطينيَّة، يعيد للشعب الفلسطيني حقوقه الوطنيَّة المسروقة، وتمكينه من إقامة دولته المستقلة فوق أرضه وعاصمتها القدس الشريف.

لقد تم تقزيم المسألة الوطنيَّة الفلسطينيَّة على أنها قضيَّة تخص فقط الفلسطينيين، ثم جرى تقزيمها مرة أخرى لتظهر على أنها قضيَّة فلسطينيي الضفة الغربيَّة وقطاع غزة، ثم يجري مسخ المشروع الوطني الفلسطيني برمته على أنه فتح وحماس وعباس وهنيَّة، وكأن قضيتنا أصبحت صراع سلطة بين تنظيمين.
بينما تستمر إسرائيل كل يوم بإصدار القوانين العنصريَّة التي تهدف إلى ابتلاع ما تبقى من فلسطين وتشريد الفلسطينيين، والتأكيد على أنها لم تعد عربيَّة، وما نخشاه هو أن تكون فلسطين أندلس جديدة نفقدها إلى الأبد.

تثبيت الثابت
أي مثقف، أو مواطن، أو مسؤول عربي، أو إسلامي، يرضى بتهويد القدس، ويوافق على التسليم بالأمر الواقع بوجود إسرائيل فوق كافة الأراضي الفلسطينيَّة، دون قيام دولة فلسطينيَّة مستقلة وعاصمتها القدس.

وأي زعيم عربي أو إسلامي يتساوق مع الأفكار والتبريرات الإسرائيليَّة التي تتجاهل الحقوق الوطنيَّة الثابتة للشعب الفلسطيني، بما في ذلك حقّه في تقرير مصيره، وحقّ العودة للاجئين الفلسطينيين والتعويض عن ممتلكاتهم التي فقدوها. ويقبل التطبيع مع إسرائيل.

كل مفكر عربي أو إسلامي كان يدعو إلى الأفكار الليبراليَّة التحرريَّة، وإلى الحداثة وقيم العدالة والاشتراكيَّة، ولا يبدي اليوم تضامناً واضحاً معلناً مع الشعب الفلسطيني وقضيته وحقوقه الثابتة.
كل مثقف وكاتب وإعلامي وأديب يتصالح مع الإرهاب الإسرائيلي، ويداهن الاحتلال، ويتردد في الثوابت الوطنيَّة، ويتقلّب في مواقفه من القضيَّة الفلسطينيَّة.

كل من يفرط بالحقوق الفلسطينيَّة والعربيَّة، ويبدد تضحيات من سبقونا من الشهداء والجرحى والمعتقلين، ويحاول مقايضة الحق بالباطل. وكل من يحرف معركة الأمة المركزيَّة عن مسارها، وكل من يشتت جهد الأمة في صراعات جانبيَّة ومعارك ثانويَّة.

كل زعيم أو مسؤول عربي أو إسلامي يتعامل مع فلسطين في العلن بالخطب الحماسيَّة والتظاهرات الحاشدة والاعتصامات وحرق الأعلام والصور والإطارات، ويتعامل في السر بمزيج من المؤامرات والصفقات والتسويات والاتفاقيات والزيارات الوديَّة والشراكات والعقود والمساعدات.

من تاجر بالقضيَّة الفلسطينيَّة من الأنظمة العربيَّة ومن المعارضات، ومن اعتبر يوماً أن فلسطين أم القضايا ثم خذلها لحسابات ومصالح ترتبط به وحده، من الأحزاب والقوى العربيَّة التي كثرت أقوالهم وانعدمت أفعالهم. من يحاول تبخيس وتجاهل نضالات شعب عظيم عرف كيف يحافظ على هويته، بالرغم من أن العالم كله وقف ضده وسعى إلى إلغائه.

من يتآمر على الشعب الفلسطيني وقضيته وقيادته من العرب والمسلمين. من يحاول تمرير صفقات مشبوهة لتصفية القضيَّة الفلسطينيَّة.

جميع هؤلاء معادون للشعب الفلسطيني، ويقفون ضد تطلعاته وحقوقه المشروعة، متآمرون مع العدو الوطني والقومي لفلسطين والعرب. خائنون للعهود والمواثيق مع فلسطين وأهلها ومع شعوبهم وأنفسهم، نكثوا شعاراتهم ونقضوا التزاماتهم، هم دون ضمير عربي أو إسلامي أو إنساني، لا مبادئ لهم ولا قيم، أصحاب شعارات زائفة، لا بصر لديهم ولا بصيرة، ويل لهم من شرب قد اقتراب.
هل نتَّعظ؟

بالرغم من الهوان العربي الرسمي إلا أن الشعوب العربيَّة ما زالت حيَّة وعصيَّة على التطويع. حيث خرجت في معظم الدول العربيَّة العديد من المظاهرات العارمة تضامناً مع فلسطين وتنديداً بحرب الإبادة التي يقوم بها الكيان الصهيوني في قطاع غزة، وردد خلالها المتظاهرين شعارات مناهضة لإسرائيل وللدول الغربيَّة الداعمة لها. لقد عصفت رياح الرأي العام العربي الحر والشريف المتنامي والمناهض للتطبيع بالسياسات الرسميَّة التي تحرص على تمرير المرحلة والإبقاء على التطبيع قائماً. خروج عشرات الآلاف في معظم المدن العربيَّة من المغرب حتى المشرق يؤكد حالة الغضب الشعبي العربي، ويشير بمجمله إلى الفجوة ما بين السياسات العربيَّة الرسميَّة، والرأي العام للشعوب التي ترفض التطبيع وتدعو إلى مؤازرة الشعب الفلسطيني.

في ظل الظروف الراهنة عربياً والاستثنائيَّة في الانحدار والتشرذم والسقوط الأخلاقي، والتصالح مع العدو التاريخي، والإذعان المهين للضغوط الأمريكيَّة، نحتاج اليوم لرجل يشبه زياد بن أبيه “زياد بن عبيد الثقفي” الذي صاح في خطبة البتراء الشهيرة، حين ولاه معاوية بن أبي سفيان على البصرة التي كانت معقلاً للخارجين عن طاعة الخلافة الأمويَّة، فصعد زياد على منبر المسجد وخطب في الناس قائلاً “إني رأيت آخر هذا الأمر لا يصلح إلا بما صلح به أوله، لين في غير ضعف، وشدة في غير عنف. وإني أقسم بالله لآخذن الولي بالمولى، والمقيم بالظاعن، والمقبل بالمدبر، والمطيع بالعاصي، والصحيح منكم في نفسه بالسقيم حتى يلقي الرجل منكم أخاه فيقول انج سعد فقد هلك سعيد، أو تستقيم لي قناتكم”، أم أن العرب اعتادت كثير القول دون أن يتَّعظ أحد؟.

*المصدر : موقع التنويري 

 

حسن العاصي

باحث وكاتب فلسطيني

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى