الحجــــر والعـــزاء..رؤية فلسفية لأصل معاناة الحجر

تقديــــم
في غياب أي دواء أو لقاح، تمضي جائحة كورونا في حصد الآلاف المؤلفة من الأرواح عبر العالم يوماً بعد يوم. وأمام شراسة الفيروس التاجي الذي ينتشر بسرعة مهولة، أُجبرت ساكنة المعمور المرعوبة، على الدخول في “حجر صحي” اضطراري؛ حجر يعتقد العلماء ، حالياً، أنه الإجراء الاحترازي الوحيد للحد من تفشّيه. ومع طول هذا الحجر، الذي يبدو أنه سيطول أكثر، وفي غياب أو ضعف البنيات الإعدادية والإستعدادية لمواجهة هذه الوضعية غير المسبوقة في تاريخ الإنسانية، بدأت تظهر صعوبات تطبيق هذا الحجر، كما بدأت تظهر انعكاساته النفسية والصحية السلبية على الأفراد والجماعات، مما يعني أنه صار يتحول إلى “حجر مرضي” سينتج أمراضاً وأعراضاً جانبية إضافية ستنهك ميزانيات دول العالم التي أصبحت اقتصاداتها مهددة بالإفلاس. وفي الوقت الذي دخل فيه الإنسان مرحلة الحجر، وما ترتب عن هذه الوضعية من قنوط وملل؛ بل وخوف وهلع، بدأت الطبيعة تستعيد حيويتها وقد تحررت من الاستغلال البشع والمفرط من طرف الإنسان.
أن تستعيد الطبيعة نقاءها وانشراحها معناه أن حريتنا المفرطة كانت على حساب “حقوق الطبيعة”. الآن وقد انبرت الطبيعة للدفاع عن نفسها، فقد الإنسان حريته الخارجية، فهل له، والحالة هذه، القدرة على الاستعاضة عنها ب”حرية داخلية”، تقيه من صدمة اللامعنى؟
يبدو أن كل التدابير المتخذة والميزانيات المرصودة قد عجزت، لحد الآن، عن وضع حد لهذا الوباء المسلط على الإنسانية[1]، الذي من بين أسباب امتداده الاكتضاضُ والكثافةُ السكانية ، سواء في الدول القوية أو الضعيفة اقتصادياً؛ في المدن الكبرى كما في الأحياء الشعبية الآهلة بالسكان؛ إذ يصعب تطبيق “التماسف” (التباعد) ، كما تجد السلطات صعوبات كبيرة في إقناع الساكنة باحترام حالة الطوارئ إذ يُطلب منهم أن يلزموا بيوتهم.
وبالرغم من جدوى الحجر كإجراء صحي وقائي، فإنه يبدو أن آثاره على النفوس والأبدان ستكون فادحة، بالنظر إلى الظروف السكنية الخانقة التي تعيش فيها الأغلبية الساحقة من ساكنة المعمور المحفوف الآن بالوباء القاتل. فإلى أي حدّ وإلى أي مدى يمكن لهذا الحجر أن يستمر؟
لاستكمال قراءة الدراسة، يمكنكم تحميلها عبر النقر هنا
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* كلمة épidémie ذات أصل يوناني؛ مركبة من: epi أي “فوق” و dêmos أي “الشعب”.