المقالات

لا مزيد من الترقيع، لنهدم منزل السيد: النسويات السود و”حياة السود مهمة”

لا مزيد من الترقيع، لنهدم منزل السيد

 النسويات السود و”حياة السود مهمة”[1]

د. تيرنس. جونسون[2]

آليات المعلم لن تفكك منزل السيد

ترجمة: عبدالعزيز راجل

مقدمة المترجم 

أثار مقتل جورج فلويد(25ماي 2020) المواطن الأمريكي من أصل إفريقي، موجة غضب عارم، في سائر أنحاء الولايات المتحدة الأمريكية.

دفع هذا الحدث العديد من المواطنيين في بلدان كثيرة، خصوصا الأوربية منها؛ للتظاهر احتجاجا على قساوة الشرطة وعنفها، ومما زاد في حجم التعاطف والتضامن، تلك الطريقة التي قضى فيها أنفاسه تحت ركبة شرطي أبيض في مدينة مينيابوليس.

متابعة منا لتداعيات هذا الحدث محليا و عالميا، ارتأينا ترجمة هذا المقال المنشور بموقع بركلي الامريكي، للدكتور الامريكي من أصل إفريقي تيريس جونسون، وذلك لدواع منها:

  • يعد صاحب المقال من المتخصصين في التاريخ الامريكي الاسود، وقد ضمّن مقاله – على ضغر حجمه- إشارات وتلميحات غاية في الأهمية تتعلق بتاريخ السود ونضالهم من أجل الحرية والعدالة.
  • محاولة منا في فهم ما يجري في أقوى دولة في العالم في الوقت الحالي، و التي تعد نموذجا في مجال الديمقراطية والحريات و الحقوق.
  • طبيعة الموضوع المرتبط بالعنصرية و العبودية، الذي لا يخص المجتمع الأمريكي فقط؛ بل كل بلدان العالم تشهد هذا النوع من المشاكل العويصة التي ما تزال -بشكل من الأشكال- قائمة إلى يوم الناس هذا.
  • يندرج المقال ضمن المقالات الجمة التي ترصد نضال السود ضد العنصرية ، و دور الحركة النسوانية السوادء ورائداتها، وكذا حركة حياة السود مهمة ورؤيتها للتغيير، ومقترحاتها للقضاء على النظام العنصري.

وننتهز هذه الفرصة لنجدد شكرنا للدكتور حونسون تيرسون على تعاونه معنا، والشكر موصول للاستاذة إلهام البوزيدي على مبادرتها بالترجمة الأولية لهذا المقال، وكذا الدكتور يوسف مدراري على المراجعة والتدقيق.

ملحوظة: وضعنا هوامش، وفتحنا بعض الاقواس داخل متن المقال، وذلك لبيان ما ألمح إليه الكاتب من مفاهيم حول “النسوية”، وتعريف موجز جدا، حول شخصيات أحال عليها الكاتب.

نص المقالة 

Audre Lorde) 1934-1992)

عبرت الشاعرة والكاتبة ” أودر لورد Audre Lorde[3]عن هذه الكلمات الثاقبة في خطاب في الاجتماع السنوي لجمعية اللغات الحديثة عام 1979م، حيث قدمت خطابًا سياسيًا جديدًا آنذاك ينبني على انتقادات النسوانيات السود والنسويات (womanist ([4] للآبائية، والطبقية، والجنسانية (sexism) والجنسية الغيرية ( heterosixism)، كما تصورتها، لأنه بناء على اللغة السائدة وطريقة تصور الحرية والعدالة؛ يُفترض في أمريكا أنها قد بنيت من أجل حماية حقوق وكرامة كل إنسان. ومن الواضح أن الأمر ليس كذلك.

لسنوات عدة اجتهد الباحثون بكل قواهم للوقوف في وجه الانتقادات الحادة لـ”لورد“، في وجه استخدام واستدعاء الوسائل والبنيات القائمة من أجل تفكيك التمييز العنصري. قامت  بيفرلي جاي شيفتول[5]، استاذة دراسات المرأة والإنجليزية في مركز أنا جوليا كوبر (Anna Julia Cooper)[6] في جامعة كلية سبيلمان (Spelman College)  بالسخرية مني حيث قامت بإرسال رسالة في بريدي الالكتروني عن لورد: ، ” كيف سيبدو التحليل الجنساني/الجندري بخصوص تغيير نظام العدالة الجنائية أو الشرطة؟ حيث تركز معظم التحاليل الحالية على العرق والطبقية (…) والمنظمات النسائية غائبة في الغالب عن المناقشات الإعلامية، وكذلك غياب المناقشات بين المثقفين السود.”  وجهة نظر بيفرلي جاي توضح النهاية الوشيكة لثورة السود، هذه الثورة التي تحاول حل المعضلة عبر التحليل العرقي والطبقي. وأقحمت لورد الهوية، وتحديدا “الجنس/ الجندر”، في الجدل السياسي من أجل إضفاء راديكالية على سياسة السود.  لكن حجة لورد وجهت لها انتقادات على خطابها على مر السنين من كل من اليمين المتطرف، وبعض الليبراليين: هل يمكننا استخدام هويتنا ذاتها – ما يسميه البعض سياسات الهوية – للنضال ضد أكثر من 400 سنة من القمع؟

Terrence L. Johnson

في الكتاب الذي صدر سنة 1903م” The Souls of Black Folk “(أرواح الشعب الأسود) قام مؤلف الكتاب وعالم الاجتماع والمؤرخ دو بوا W.E.B. Du Bois بالتشابك (grappled) مع التطور الاقتصادي، والسياسي، والهوية لأولئك الذين كانوا مستعبدين سابقًا في الولايات المتحدة.  حيث رفع الحجاب ليشارك مع قرائه حياة السود: “معنى الدين عندهم، والشغف بحزنهم الانساني، وصراع أرواحهم الكبرى.”  قبل أكثر من قرن من الزمان، تنبأ بأن مشكلة الفصل العنصري ستكشف التناقضات المستمرة للديمقراطية الأمريكية، ومبادئها الليبرالية وتجردها من كل شيئ ايجابي.  حتى أن “دو بوا” ذهب إلى حد التساؤل عما إذا كانت أمريكا، وبنيتها التحتية الاقتصادية وتطلعاتها الديمقراطية، ستوجد بدون العمال السود والمثل السياسية والممارسات الأخلاقية: “هل كانت أمريكا ستكون أمريكا بدون شعبها الزنجي؟

 فقد طرح “دو بوا” سؤالا غاية في الأهمية ولم يسبق إليه. إن السود أساسيون للولايات المتحدة مثل الثورة الأمريكية وكانوا ضحيتها الأولى. كان كريسبوس أتاكس (Crispus Attucks)[7] سيتصور وعي الأمة ذاتها للحرية والديموقراطية. في الواقع، لا يقوم السود فقط بتنظيف منازل الناس البيض، ورعاية أطفالهم ووالديهم المسنين، بل يعملون أيضًا بشكل تعاوني معهم في الرياضة ومكان العمل، ويشاركون العلاقات الحميمة التي يتم قولها أو تبقى طي الكتمان.  ولكن هل ينظر البيض إلينا كمواطنين كاملين يستحقون الحماية المتساوية والمساواة بموجب القانون؟ هل نحن نتشارك في الإبداع في الأرض التي نسميها أمريكا؟

أجرى مركز” pew “بيو[8] للأبحاث استطلاعا حديثا، ولاحظ أن غالبية السود والبيض يعتقدون أن نظام العدالة الجنائية يعامل السود أقل عدالة من البيض. هذه علامة إيجابية على التعاون المحتمل في إصلاح العدالة الجنائية.  لكن تبقى الأسئلة العالقة: هل يمكننا التوصل إلى اتفاق على أن نظام العدالة الجنائية مصمم لإخضاع السود ومراقبتهم ومعاقبتهم؟  هل يمكن إصلاح نظام اجتماعي بأكمله إذا تم تصميمه لاستبعاد غير البيض؟، تتوخى العديد من مناقشاتنا حول العنصرية المعادية للسود الحفاظ على النماذج التفسيرية غير الملائمة بدلاً من تغييرها.  وما زلنا نستخدم نفس أدوات المعلم لمحاولة إحداث التغيير.

ساهم “دو بوا” في إضفاء شرعية على الحياة الفكرية للسود في أمريكا، أما لورد فقد توسعت فيها عن طريق الكشف ببراعة عن حدود المصطلحات والنماذج المطبقة بدون نقد. كما سمحت لنا بإقحام أصواتنا وأجسادنا كنقاط مرجعية للتفكير من جديد حول العرق والجنس؛ في وقت شعر فيه الكثيرون بأنهم مجبرون على إخفاء اختلافاتهم.  ومع ذلك، لن يكون التحول السياسي ممكناً إلا عندما تستخدم النسويات “خلافاتنا وتجعلها مكمن قوة” . أن نصدح بالاختلاف هو نقطة انطلاق لشرعنة تعبيد الطريق أمام لورد لتصور السياسة من خلال الأصوات المتنافسة والمتداخلة. انتقد الكثيرون -بشكل خاطئ- لورد، والنشطاء من النسويات لحصرهم السياسة في الهوية الاجتماعية.  لكن الانتقادات فشلت في فهم حجة لورد: السرديات الفردية تعطينا لمحة عن كيفية عمل الأنظمة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية على المستوى الجزئي.

من السرديات الشخصية للاختلاف، نحصل على نظرة إضافية حول نقاط القوة والضعف في الأصوات التي تم تجاهلها سابقًا. بالنسبة إلى لورد، كانت الهوية نقطة انطلاق ضرورية من أجل تفكيك منزل السيد وأدواته.

قامت كيمبريلي وليامز[9] بناء على نظرية لورد. في عام 1989م، بتطوير نظرية التقاطع (intersectionality)[10] التي فتحت أعيننا على التواصل بين العرق والجنس، والطبقة والجنس، وما إلى ذلك، والتي تتطلب اهتمامًا أكبر بعدم قابلية الهوية للاختزال.  فالنساء السوداوات لسن فقط سوداوات، ولا مجرد نساء، يواجهن ظلمًا خاصًا يتطلب مقاربة متداخلة لمعالجتها.

لقد أثار مقتل جورج فلويد، وبرونا تايلور، وأحمود أربري[11] رداً وطنياً ودولياً لا مثيل له منذ مقاطعة مونتغومري للحافلات عام 1954 م التي عجلت بحركة وطنية لمعالجة الحرمان السياسي للسود. في كلتا الحالتين، تعالت أصوات السود للمطالبة باستعادة زمام المبادرة من النظام السياسي، -وفي كثير من الحالات عن عمد – قوبلت هذه الجهود المبذولة باستغلال وقتل وإخضاع للسود ومجتمعاتهم.

على عكس حركة الحقوق المدنية[12] التي تم الإعلان عنها، والتي كانت مدعومة إلى حد كبير بإيمان أساسي بقدرة ديمقراطية دستورية على التغلب على التحيزات العنصرية والتفاوت الاقتصادي، فإن اللحظة الحالية يتم توجيهها من قبل النسويات السوداوات اللاتي يعتبرنها نقطة انطلاقهن السياسية: وهي عدم التصديق بالقيم الديمقراطية الأمريكية، ما لم يتم تحطيم النظام السياسي القائم الذي يخدم أهدافا معدة سلفا. وقد نصدق الكذب إن كنا نعتقد أن الوضع غير ذلك، كما صرخ بذلك المتظاهرون. شككت أليسيا غارزا [13]على تويتر في قدرة النظام القائم على حل معضلة السود، بقولها: “هل سنستمر في الترقيع مع نفس التفكير القديم – أم سنمتلك الشجاعة للتغيير الحقيقي؟”  وقد وصف مغني الراب والناقد الاجتماعي كيلر مايك[14] ذلك في مؤتمر صحفي في أتلانتا بعد أيام من الاحتجاج الاجتماعي: “لا نريد أن نرى حرق الأهداف – نريد أن نرى النظام الذي تم إعداده للعنصرية النظامية يحترق على الأرض“.  هذا الشكل الجديد من التعبير السياسي عن كسر الصمت والمحرمات، يقدم ضمنيا فهما صائبا لقضية السود؛ والذي من دون أدنى شك استفاد من تراث لورد الغني.  منذ عام2012م وأنصار-لورد- يقمن بتنظيم المسيرات واكتساب النفوذ على مستوى الولاية، وعلى المستوى المحلي.

ومن خلال التحدث عن الحقيقة المؤلمة التي تقول إن الأمة لم تُقدّر حياة السود، فقد وقفت وما تزال تقف بثبات في وجه السلطة.  في تلك السنوات الثماني، متجاهلة العديد من الادعاءات الزائفة، حيث اعتبر البعض أن إطلاق النار من قبل الشرطة على السود غير المسلحين هو انحراف، ويعد من أفعال “التفاحة الفاسدة bad apple “- (بمعنى أن تصرفا سيئا من شخص واحد، يؤثر على البقية)- النادرة في قوة شرطة عادلة، – فقد اختاروا – أي هؤلاء الذين يدّعون هذا القول- أن يؤمنوا بالكذب-.

ستقبل الأمة الحقيقة بشق الأنفس بعد ثماني سنوات، لتدرك أن النظام معطوب، والعبث معه لن ينجح،  إنه يحتاج إلى تحول جذري عميق. يبدأ بالحديث عن الحقائق التي تجاهلها أولئك الذين في السلطة أو أعماهم بريقها المسكر.  في عام 1977 م، حيث أوضحت لورد حقيقتها في تجربة العنصرية داخل حركة النساء البيض إلى حد كبير في الولايات المتحدة أمام الجمهور الحاضر في جمعية اللغات الحديثة.  فقد استخدمت لورد خبرتها في دعوة الآخرين للعثور على شجاعتهن لكسر صمتهن، فالشجاعة والقوة التي اقترحتها ستخرج من ضعفنا: “من أجل البقاء كان علينا أن نتعلم من الدرس الأول والأكثر حيوية، لننجو من فم هذا التنين الذي نسميه أمريكا، ( ليس كبشر). ولم يكن معظمكم هنا اليوم، أسود أم غير أسود.  وهذه الرؤية التي تجعلنا أكثر ضعفا؛ هي في حد ذاتها مصدر عظيم لقوتنا.”

وتطلب منا لورد أن ندافع عن أكثر من إصلاح الشرطة.  لأن جهود إصلاح الشرطة قوّضت حركة الحقوق المدنية وأهدافها المشروعة لجميع أصحاب المصلحة ويتجلى ذلك في زيادة مراقبة الشرطة لمجتمعات السود وتأجيج العنف ضدهم. إن نداء لورد لتحويل “صمتنا إلى لغة وعمل” يتجسد اليوم في حركة حياة السود مهمة وحركة ” قولوا اسمها”[15]إن مهمة  النسويات السودوات هي مواجهة الأمراض العقلية، و مواجهة العنف ضد الفئات المتحولة جنسياً، والفقر، والعنف الأسري عندما نتصور عمل الشرطة في منزل  “نحن أيضاً نتغنى فيه بأمريكا”.[16] .” ” we too sing America

لا تخطئوا في ذلك، تقوم حركة حياة السود مهمة، والنسويات السودوات بتفكيك منزل السيد.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[1]  نشير إلى كوننا في هذه الترجمة قد قمنا بالتصرف فيها بناء على ما يقتضيه اللسان العربي، والمقالة تعبر عن رأي صاحبها لا عن رأي الموقع، وهي مادة تعرف بوجهة نظر آخذة في التطور داخل المجتمع الأمريكي. للإطلاع على المقالة الأصلية، يرجع إلى الرابط التالي:

https://berkleycenter.georgetown.edu/responses/no-more-tinkering-tear-down-the-master-s-house-black-feminists-and-black-lives-matter

No More Tinkering, Tear Down the Master’s House”: Black Feminists and Black Lives Matter By: Terrence L. Johnson June 9,2020

[2]Terrence L. Johnson  أستاذ مساعد للأديان والسياسات في جامعة جورج تاون بواشنطن.

[3] – Audre Lorde  (1934-1992)   ناشطة أمريكية نسوية في مجال الحقوق المدنية .

[4]  – من مرأوي (womanish  ) (عكس “بنتوي” بمعنى طائشة وغير مسؤولة وغير رزينة) النسوية السوداء أو النسوية الملونة من التعبير الشعبي للسود من الأمهات إلى الأطفال الإناث ” إنك تتصرفين بطريقة مرأوية” بمعنى كإمرأة……).

[5] — Beverly Guy-Sheftal باحثة نسوية (1946م-…..)

[6]Anna Julia Cooperكاتبة أمريكية ومناضلة ضد العبودية (1858م-1964م)

[7]    عامل سفن أمريكي من أصل أفريقي، ويعود نسبه إلى الأمريكيين الأصليين، (و 1723 م- ت 1770م،) وهو أول شخص يُقتل في مذبحة بوسطن، وأول أمريكي يُقتل في الثورة الأمريكية.

[8] – www.pewresearch.org/ pew research center

[9]Kimberlé Williams Crenshaw  جامعية مختصة في قضايا العرق و الجندر(1959م)

[10]  التقاطعية/التقاطع: تسمية معاصرة لفهم أن حياتنا لا تتشكل بالجنوسة وحدها، بل تم تشكيل الأفراد تعدديا بواسطة الجنوسة والعرق والطبقة والجنسانية   والقومية والعمر والقدرة وخبرات وتماثلات اجتماعية أخرى.

[11] – George Floyd, Breonna Taylor, and Ahmaud Arbery/ Montgomery

[12]  – تأسست أواخر ق19 وتهدف إلى إنهاء الفصل العنصري والتمييز ضد الأمريكيين السود.

[13]Alicia Garzaمناضلة أمريكية من مؤسسي حركة حياة السود مهمة (1981م)

[14]Killer Mike( 1975م) مغني الراب أمريكي.

[15] – sayhername: هشتاج حركة  نسوانية سوداء ضد العنصرية من تأسيس  Kimberlé Crenshaw

[16] -” we too sing America ” South Asian, Arab, Muslim and Sikh Immigrants Shape Our Multiracial Future .by Deepa Iyer يشير الكاتب إلى طرف من عنوان هذا الكتاب الذي تهدف صاحبته من تأليفه تغيير المشهد العنصري بأمريكا

عبد العزيز راجل

باحث مغربي، حاصل على الدكتوراه من وحدة دراسات الدين والسياسة في كلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك الدار البيضاء، مهتم بالأديان، له مجموعة من المقالات والأبحاث العلمية المنشورة. شارك في عدة من الندوات والورشات العلمية داخل المغرب وخارجه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى