سؤال الحرية عند الفقهاء: من القواعد إلى المقاصد
يحتل الفقه الحيز الأكبر من الخطاب الإسلامي، الأمر الذي أعطى للفقهاء سلطة علمية أعظم مما لدى غيرهم من المشتغلين بقضايا الفكر وعلوم الوحي، ويشهد على ذلك التضخم الحاصل في التأليف الفقهي مقارنة مع غيره كعلم الكلام أو التفسير أو علوم الحديث، وهذا ما يفرض الرجوع إلى المدونة الفقهية لإدراك التصورات والمواقف التي تحكم الفعل المسلم وتصوغ رؤيته للذات والآخر أو رؤيته للعالم.
وإذا كان مفهوم الحرية قد استفرغ جهدا لا بأس به من السجال والجدال بين المشتغلين بتاريخ الفكر والفلسفة من المحدثين والمعاصرين ولا يزال كذلك إلى يومنا هذا، غير أن الدراسات التي أرّخت للفقه وسعت إلى فهم طبيعة التعاطي الفقهي مع مشكلة الحرية لا تزال قليلة في سياقنا العربي والإسلامي، وقد يكون ذلك راجعا إلى صعوبة البحث في مثل هذه القضايا أو إلى مواقف فكرانية/أيديولوجية مسبقة.
إن ما نروم إليه في هذه الدراسة على قصرها، محاولة إدراك لطبيعة التعاطي الفقهي مع موضوعة الحرية والإجابة عن سؤال الحرية عند الفقهاء، وقد ارتأينا أن تكون في ثلاث محاور وخاتمة، فأما الأول فقد خصصناه لتناول قضية المفهوم في الخطاب العربي وما يثيره من مشكلات، وأما الثاني فهو عن الحرية فقهيا كإشكالية عملية من خلال تحليل مجموعة من القواعد الفقهية، بينما جاء المحور الثالث ليقدم مقاربة مقاصدية للحرية كما تجسدت في بعض الاجتهادات المعاصرة، وأما الخاتمة ففيها استنتاجات عامة لما جاء في الدراسة
ــــــــــــــــــــــــــ
لاستكمال قراءة الدراسة، يمكنكم تحميلها عبر النقر هنا