شهد الشرق الأوسط وشمال افريقيا ثورات واضطرابات عنيفة وانتقالات سياسية وتراجعات عن هذا كله في أحيان كثيرة منذ سنة 2011. في ظل هذا الوضع الذي نتج عن التدهور الاقتصادي والفقر والبؤس الناتج بدوره عن نوعية حكم الأنظمة السياسية لهذه البلدان خلال العقود الستة الأخيرة، وفي الآن ذاته تراجعت فرص الاستثمار وتدهور مناخ الأعمال مما أنتج معضلة اقتصادية واجتماعية غير قابلة للحلول المثالية؛ إن الرجوع إلى الاستقرار وفق الشروط القديمة يعني تأبيد الفقر والبؤس وهو ما لم يعد مسموحا به من طرف الفئات الاجتماعية المتضررة، أما الاصلاح السياسي فيواجه في الآن ذاته مقاومة شرسة من النظام القديم واللوبيات التي ستفقد مصالحها الريعية التي تعدها مكتسبات غير قابلة للتراجع عنها.
في ظل هذه المعضلة، تسجل مراكز أبحاث وتقارير عالمية تراجع مناخ الأعمال في دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. ويسجل مواطنوا هذه الدول تباطؤ الإصلاحات الاقتصادية والسياسية الأساسية لتحسين مناخ الأعمال من خلال ضمان حرية الأسواق وحقوق الملكية الخاصة وتنافسية القطاعات الاقتصادية ومحاربة الرشوة والفساد الإداري.
لقد أدى فشل الدول/الحكومات في الشرق الأوسط وشمال افريقيا إلى تدهور البنى الاقتصادية، وتآكل البنية التحتية، وتراجع الثقة في المؤسساتالسياسية والاقتصادية، ونفور الرأسمال الأجنبي عن المغامرة في هذه الاقتصادات، وتهرب الاستثمار المحلي من تحمل المسؤوليات الجسيمة الملقاة على عاتقه، وفشل النخب المحلية في بلورة خطط تنموية تأخذ بعين الاعتبار هذه الوضعية المعقدة، وتدفع بحلول مبدعة للمشكلات الاقتصادية المتراكمة منذ عقود.
هذا الواقع المزري أفسد لحظة الانتقال الديمقراطي، وساهمت الهشاشة الاقتصادية في تعقد الانتقال السياسي بعد ثورات 2011. كما تعطلت لغة الاقتصاد، وتراجع حجم الاستثمارات في ظل مناخ أعمال متسم بانعدام الشفافية والثقة في المؤسسات.
تسعى هذه الندوة إلى تقديم المزيد من الأضواء حول الوضع الحالي، أسبابه ومآلاته؟ كما تضع من بين أهدافها تقديم مقترحات وخطط للخروج من المعضلة الحالية وإطلاق دينامية التنمية في اقتصادات تزخر بطاقات بشرية معطلة وموارد مالية غير مستغلة؟
ولهذا تقترح هذه الورقة المحاور التالية، لتقديم أوراق المشاركة:
- الأسباب المؤسساتية التي تعيق مناخ الأعمال في دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
- دراسات مقارنة بين الوضع الحالي لبلدان الشرق الأوسط وشمال إفريقيا مع تجارب انتقال سابقة (أمريكيا اللاتينية، أوربا الشرقية، جنوب أفريقيا، إسبانيا …)
- دور الدولة في تعطيل مناخ الأعمال في المنطقة، وأي دور يمكن أن تلعبه لتحرير المجال الاقتصادي وصيانة مؤسسات اقتصادية متينة داعمة للتنمية
- أي دور لحكم القانون في حماية حقوق الملكية، وكيف يمكن أن يؤثر ذلك على دينامية الأعمال في دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
- الثقافة الاقتصادية في دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ودعم ريادة الأعمال
- دور الحكامة الرشيدة في تحسين مناخ الأعمال في بلدان الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
- تأثير البيروقراطية على عرقلة مناخ الأعمال وكيف يمكن إصلاح الادارة في بلدان الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
ويمكن أن يقترح الباحث محاور أخرى تصب في إطار الاشكاليات التي تطرحها هذه الورقة المؤطرة لأشغال الندوة، التي ستنعقد في إطار الشراكة ما بين مركز أفكار للداراسات والأبحاث (المغرب) ومؤسسة هانس سايدل (ألمانيا).
البرنامج:
- الفترة الصباحية: من الساعة التاسعة صباحا إلى 12:00.
الكلمة الافتتاحية : من الساعة 09:00 إلى 09:20.
- كلمة ممثل مركز أفكار للدراسات والأبحاث .
- كلمة ممثل مؤسسة هانس سايدل الألمانية.
المداخلات :
- مصطفى راجعي : الجزائر من 09:30 إلى 09:50
” ثقافة الأعمال عند النخب السياسية الجزائرية ”
- زهير إسماعيل: تونس. من 09:50 إلى 10:10
” الأزمة الماليّة الاقتصاديّة وتحولات السياسة في سنوات الثورة السبع”.
- عبدالسلام قايقاي: المغرب. من 10:10 إلى 10:30.
” الرهانات التشريعية لتحسين مناخ الأعمال بالمغرب”
- استراحة شاي.
- المناقشة من 10:30 إلى 12:50.
وجبة الغذاء على الساعة 13:00 .
الفترة المسائية: من الساعة 15:00 إلى الساعة 18:00
أوراز رشيد : المغرب. من الساعة 15:00 إلى 15:20.
” المؤسسات الاقتصادية وطبيعة مناخ الأعمال في المغرب ”
- رشيد جعوفي: المغرب. من الساعة 15:20 إلى 15:40.
“الصفقات العمومية وتحسين مناخ الأعمال بالمغرب: المكتسبات والتحديات”
- عزالدين أبرجي:المغرب. من الساعة 15:40 إلى 16:00.
” تطور الحكامة بالمغرب المستقل وسبل التطبيق “
– استراحة شاي
- المناقشة. من 16:00 إلى 18:00.